الجمعة، 17 أكتوبر 2025كم عدد التكرارات المثلى لنمو العضلات؟ – شرح علمي
بناء العضلات ليس نتيجة صدفة، بل هو نتيجة لتحفيز تدريبي مُحدد. ومع ذلك، يبقى السؤال الأكثر شيوعاً: كم عدد التكرارات التي يجب القيام بها للحصول على نمو عضلي أمثل؟ في هذه المدونة، ستتعلم ما تقوله العلوم الرياضية الحديثة عن هذا الأمر، وكيف يمكنك تعديل عدد التكرارات بشكل فردي، ولماذا لا يكون دائماً "المزيد من الوزن = المزيد من العضلات".

الأساس: ماذا يحدث عند بناء العضلات؟
يحدث بناء العضلات (فرط النمو) عندما تُحفز الألياف العضلية من خلال الإجهاد الميكانيكي، الإجهاد الأيضي والأضرار الميكروسكوبية للألياف العضلية. يؤدي التدريب إلى قيام الجسم بإصلاح وتعزيز الألياف العضلية – حيث تصبح أكثر سمكاً وأقوى وأكثر قدرة على التحمل.
لكن ما يحدد النتيجة هو قوة ومدة هذا التحفيز. هنا يأتي دور عدد التكرارات.
ثلاث مناطق تدريبية حسب التكرارات
| الهدف | التكرارات لكل مجموعة | الكثافة (% من 1RM*) | التأثير |
|---|---|---|---|
| القوة القصوى | 1–5 | 85–100 % | زيادة قوية في القوة، قلة في فرط النمو |
| بناء العضلات (فرط النمو) | 6–12 | 65–85 % | أقصى نمو للعضلات، زيادة متوسطة في القوة |
| تحمل القوة | 13–20+ | 40–65 % | قلة في فرط النمو، مقاومة تعب عالية |
*1RM = الحد الأقصى لمرة واحدة، وهو الوزن الذي يمكنك رفعه لمرة واحدة فقط.
هذا التصنيف مبني على العديد من الدراسات، بما في ذلك أبحاث براد شونفيلد (2010، 2017)، أحد الباحثين الرائدين في مجال بناء العضلات. تظهر تحليلاته أن 6–12 تكراراً مع تحميل متوسط يؤدي إلى أكبر زيادة في كتلة العضلات.

لماذا 6–12 تكراراً هي الأمثل
- الإجهاد الميكانيكي:
عند أداء 6–12 تكراراً، يمكنك تحريك وزن ثقيل بما يكفي لتفعيل الألياف العضلية على أكمل وجه – خصوصاً الألياف النوع-الثاني سريعة الانقباض التي تنمو بشكل أكبر.
- الإجهاد الأيضي:
هذا العدد من التكرارات يؤدي إلى شعور مكثف بـ"الضخ". في هذه المنطقة يتجمع اللاكتات الذي يعزز إفراز عوامل النمو (مثل IGF-1).
- التوازن بين الوزن والحجم:
التكرارات الأقل مع الأوزان الثقيلة ترهق المفاصل بشدة، بينما التكرارات العالية تقلل من التوتير العضلي. النطاق المتوسط يقدم أفضل توازن.

مٌثَبَت علمياً: لمحة عن الدراسات
- شونفيلد وآخرون (2017) وجدوا أن كل من النطاقات العالية (8–12 تكراراً) والمنخفضة (2–6 تكراراً) يمكنها بناء العضلات – لكن النطاق الوسط يوفر المزيج الأمثل بين نمو العضلات وزيادة القوة.
- كريجر (2010، جورنال الأبحاث في القوة والتكييف) أظهر أن العديد من المجموعات (3–4 لكل تمرين) تنتج نمواً عضلياً أكبر بشكل ملحوظ من مجموعة واحدة فقط.
- مورتون وآخرون (2016، فسيولوجيا التطبيق، التغذية، والأيض) أثبتوا أن حتى الأوزان الأخف (حتى 30% من 1RM) يمكنها إنتاج نمو عضلي مشابه – إذا تدربت حتى الفشل العضلي.

الفشل العضلي: العامل الحاسم
بغض النظر عن عدد التكرارات، الأهم هو مدى قربك من الفشل العضلي. إذا توقفت في وقت مبكر، يكون التحفيز للنمو قليلاً.
👉 الأمثل: تدرب بين 6–12 تكراراً حتى تكرارين أو تكرار واحد قبل الفشل العضلي.
هذا يضمن تحفيز جميع الألياف العضلية ويمنع التدريب المفرط.
مثال: خطة بناء العضلات (حجم متوسط)
| التمرين | المجموعات | التكرارات | الراحة |
|---|---|---|---|
| ضغط الصدر بالأثقال | 4 | 8–10 | 90 ثانية |
| التمرين بالقضيب العلوي | 4 | 6–10 | 90 ثانية |
| القرفصاء | 4 | 8–12 | 120 ثانية |
| ضغط الكتف | 3 | 10–12 | 60 ثانية |
| تمارين العضلة ذات الرأسين | 3 | 10–12 | 45–60 ثانية |

الفروقات الفردية
لا يستجيب الجميع بنفس الطريقة. تظهر الدراسات أن الفروق الجينية وأنواع الألياف العضلية وخبرة التدريب يمكن أن تؤثر على عدد التكرارات الأمثل.
- المبتدئين: 10–12 تكراراً → التركيز على التقنية والشعور العضلي.
- المستوى المتقدم: 6–10 تكرارات → كثافة أعلى لتحقيق أقصى فرط نمو.
- المستوى المتقدم مع التجزئة: تبادل بين 6–8 و10–12 تكرارات لتحقيق تقدم مستمر.

الخلاصة
لتحقيق نمو عضلي مثالي:
- 6–12 تكرارات,
- عدة مجموعات لكل مجموعة عضلية,
- كثافة متوسطة إلى عالية (65–85 % من 1RM),
- التدريب قريب من الفشل العضلي.
سيمنحك هذا التوازن المثالي بين القوة والحجم والاستشفاء. ببساطة:
"تدرب بما يكفي لتحدي عضلاتك – ولكن بذكاء يتيح لها النمو."


