
الكحول والرياضة: كيف يؤثر استهلاك الكحول على الأداء الرياضي والتعافي
في العديد من الثقافات، يعتبر الكحول جزءًا أساسيًا من الحياة الاجتماعية - سواء كان ذلك في الاحتفالات، أو الشواء، أو اللقاءات الاجتماعية بعد التمارين. لكن ما هي العمليات التي تحدث في الجسم عندما يمارس الأشخاص الرياضة بانتظام ويستهلكون في الوقت نفسه الكحول؟ يقوم هذا المدونة بتحليل آثار الكحول على القوة، والقدرة على التحمل، ونمو العضلات، والتعافي، والأداء الرياضي العام بناءً على الدراسات العلمية الحديثة.

الكحول وتأثيره على الجسم
يعتبر الكحول (الإيثانول) مادة سامة للخلايا تؤثر على جميع أنظمة الجسم تقريبًا. بعد الاستهلاك، يدخل إلى الدم بسرعة عبر الأغشية المخاطية ولديه تأثيرات على الجهاز العصبي المركزي، والعضلات، والكبد، والتوازن الهرموني. اعتمادًا على الجرعة ووقت الاستهلاك، يمكن أن تكون التأثيرات على الأشخاص النشطين رياضيًا خطيرة.

آثار الكحول على مجالات رياضية متنوعة
المجال | التأثيرات السلبية الناجمة عن الكحول | المصدر العلمي |
---|---|---|
نمو العضلات | يقلل من تخليق البروتين، ويقلل من التعافي العضلي | بارر وآخرون، 2014 (PLOS ONE) |
مستوى التستوستيرون | يقلل من مستوى التستوستيرون - المهم لبناء العضلات والأداء | ساركولا وإريكسون، 2003 (الكحول وعلم الإدمان) |
جودة النوم | يضطرب مراحل نوم REM، يقلل من الاسترخاء | إبراهيم وآخرون، 2013 (الإدمان) |
أداء القدرة على التحمل | يقلل من السعة الهوائية، يزيد من معدل ضربات القلب | بارنز وآخرون، 2010 (الطب الرياضي) |
وقت الاستجابة والتنسيق | يؤخر الاستجابة، يزيد من خطر الإصابة | فوجل-سبروت، 1974 (علم النفس البيولوجي) |
توازن السوائل | يعمل كمدر للبول، يزيد من خطر الجفاف | شيريف وآخرون، 1997 (الجمعية الأمريكية لعلم وظائف الأعضاء التطبيقية) |
وظيفة الكبد | يزيد من عبء التمثيل الغذائي للدهون، ويبطئ من عملية التخلص من السموم | ليبر، 1997 (أبحاث الكحول والصحة) |

الكحول بعد التمرين: تعطل التعافي
تتمثل واحدة من أكبر المخاطر في استهلاك الكحول بعد التمرين. خاصةً خلال هذه الفترة، يحتاج الجسم إلى ظروف مثالية للتعافي، وإصلاح العضلات، وإعادة ملء مخازن الجليكوجين. تثبت الدراسات أن استهلاك الكحول المعتدل يحد من تخليق البروتين العضلي بعد التمرين بشكل كبير - مما يعني أن العضلة تنمو ببطء أو لا تنمو على الإطلاق. علاوة على ذلك، يتباطأ شفاء الإصابات الصغيرة في العضلات، مما يؤدي إلى فترات تعافي أطول.

الكحول وبناء العضلات
يمكن أن يكون للكحول تأثيرات سلبية خاصة عند استهداف بناء العضلات. يؤدي تقليل مستوى التستوستيرون وزيادة الكورتيزول - وهو هرمون هدام - إلى خلل هرموني يُعيق بشكل كبير بناء العضلات. بالإضافة إلى ذلك، يؤثر الكحول على امتصاص المغذيات، حيث يمكن أن يتعطل امتصاص الفيتامينات والأحماض الأمينية.

الكحول في مرحلة المنافسة
للكحول تأثير مُضعف للأداء خلال مرحلة التحضير والمنافسة:
- تنخفض تحمل اللاكتات
- تضعف التركيز
- تتأثر تنسيق العضلات
- يصبح الجسم أكثر عرضة للإصابات والعدوى
الرياضيون الذين يستهلكون الكحول في هذه الفترة يعرضون أنفسهم ليس فقط لأداء أسوأ، ولكن أيضًا لتأخير التعافي وزيادة خطر الإصابة.

هل يُسمح بالاستعمال العرضي؟
كوب عرضي من البيرة أو النبيذ بمعدل معتدل لا يمثل مشكلة لكثير من الرياضيين - شريطة ألا يُتناول مباشرة بعد التمرين وأن تكون كمية السوائل وجودة النوم مضمونة. الجرعة هي ما تصنع السم: بدءًا من قيمة حوالي 0.5 جرام من الإيثانول لكل كيلوجرام من وزن الجسم تبدأ التأثيرات المثبطة للأداء. وهو ما يعادل تقريبًا كوبين صغيرين من البيرة لشخص يزن 70 كيلوجرامًا.

الخلاصة
يمكن أن يؤثر استهلاك الكحول سلبًا على الأداء الرياضي بطرق متعددة - وخاصة من خلال تعطيل التعافي، وتغيرات هرمونية، وعمليات التمثيل الغذائي المقيّدة. من يرغب في تحقيق تقدم على المدى الطويل، يجب أن يستهلك الكحول بوعي وبتحكم - يفضل أن يكون ذلك مع فاصل زمني كافٍ من التدريب أو المنافسة.